الطاولة المستديرة حول “التحديات والفرص على طول سلسلة الإمداد لمشاريع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان”
نظم مركز مجان للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة بالتعاون مع مركز أبحاث الطاقة المستدامة وكلية الهندسة في جامعة السلطان قابوس و تحالف الهيدروجين الوطني و منصة إيجاد طاولة مستديرة حول
“التحديات والفرص على طول سلسلة الإمداد لمشاريع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان”
تأتي هذه الفعالية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثامن عشر حول “الحلول النظرية والهندسية للطاقة الهيدروجين (Hypothesis XVIII)” والتي عقدت في جامعة السلطان قابوس خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر 2023م.
عقدت الطاولة المستديرة بتاريخ 25 أكتوبر وبحضور أكثر من 45 مختص وخبير في مختلف القطاعات المعنية بمشاريع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.
تهدف الطاولة لدفع بأصحاب المصلحة والجهات المعنية من (صانعي السياسات والمنظمين والصناعة والمستثمرين ومطوري المشاريع ومراكز البحث والتطوير، وما إلى ذلك) للمشاركة في مناقشة مفتوحة حول مستقبل أسواق الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، وتبادل الآراء ووجهات النظر في كل ما يتعلق بإمكانيات تقليل تكاليف عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر و مدى إمكانية خلق اقتصاد محلي في أول مرحلة من مراحل سلسلة التوريد لمشاريع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان وهي عملية الإنتاج للهيدروجين باستخدام مصادر الطاقة المتجددة (مصادر الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر والتخزين والنقل والاستخدام).
هذا وقد بدأت الفعالية بكلمة ترحيبية من الدكتور عبدالرحمن بابريك -المدير المساعد لمركز مجان للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتي أشار فيها إلى أهمية الدور الذي تلعبه سلطنة عمان في قطاع الهيدروجين وكيف استطاعت السلطنة أن تمضي خطوات سريعة ومدروسة بدقة وعناية لتصبح أحد أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر على المستوى الإقليمي و العالمي. كما أكد كذلك على أهمية دور مراكز الفكر و الدراسات في عُمان و منطقة الخليج لتذليل الصعاب وتقديم خوارط الطريق و الدراسات الاستراتيجية في مجال الهيدروجين والطاقة المتجددة ليسهل على أصحاب المصلحة بناء وتكوين أسواق مستدامة تخدم الاقتصادات المحلية و تعزز من مكانتها في قطاع الطاقة المستقبلي.
وتلى ذلك عرض تقديمي لدكتور عبدالله العبري خبير واستشاري في قطاع الطاقة وممثل سلطنة عمان لدى الوكالة الدولية للطاقة في فرنسا والذي سلط فيها على المكانة العالمية التي ستحظى بها سلطنة عمان في أسواق الهيدروجين و كمية الاستثمارات والمشاريع التي ستقام في البلد مع الذكر والتركيز حول التحول العالمي نحو الهيدروجين كلاعب أساسي ومستقبلي في قطاع الطاقة.
وبعد طرح العديد من المحاور و الأسئلة النقاشية بين المختصين ن المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب والصناعة والقطاع المالي والاستثماري والمؤسسات الحكومية وواضعي السياسات على مستوى الطاولة الواحدة و على مستوى جميع الحاضرين تم تدوين وجهات النظر من قبل المشاركين وذلك لتمكن من الخروج بتقرير نهائي عن التحديات والفرص الرئيسية لتقليل التكاليف وخلق اقتصاد محلي المحتوى في مشاريع انتاج الهيدروجين الأخضر و سيتم تسليم هذه المخرجات النهائية للطاولة المستديرة كتقرير إلى وزارة الطاقة والمعادن وتحالف الهيدروجين الوطني Hy-Fly.
دارت النقاشات والحوارات بين المختصين في أربع مجموعات رئيسية وهي : القطاع الأكاديمي وكان معنى بجانب دور الابتكار والبحث والتطوير لتقنيات الهيدروجين و المجموعة الثانية: قطاع مؤسسات التدريب والتأهيل وكانت معنية بكل ماله علاقة ببناء القدرات والمهارات و المجموعة الثالثة: قطاع الشركات و المستثمرين وكانت معنية بكل ماله علاقة بالاستثمار والتمويل و الاقتصاديات لمشاريع الهيدروجين و المجموعة الرابعة: الجهات الحكومية وكانت معنية بالسياسات والتشريعات والأطر التنظيمية لمشاريع الهيدروجين.
بداية تبادل المشاركون الأفكار والرؤى داخل المجموعات في الطاولة المستديرة حول عدة محاور رئيسية (تجاوزت أكثر من 60 نقطة محورية لها علاقة بخفض تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر وخلق محتوى اقتصادي محلي لمشاريع الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين) ولكن يمكن اختصارها في النقاط التالية:
- كيف يمكن للمؤسسات الأكاديمية والبحثية ومراكز الفكر المحلية المساهمة في تقليل تكلفة مشاريع الهيدروجين، والاستفادة من أفضل الممارسات، والمشاركة بنشاط / قيادة التطوير التكنولوجي والابتكار لدعم هذا الاقتصاد الجديد الناشئ في عمان؟ (التحديات والفرص).
- كيف يمكن لمؤسسات التعليم المهني والجامعي تغطية الطلب الكبير ومواجهة الصعوبات في توظيف الكوادر المحلية وخفض تكاليف القوى العاملة الأجنبية على أساس ثلاثة أبعاد: مستوى المعرفة بالهيدروجين، والمهارات والمعرفة العامة والمهارات والمعرفة المتخصصة؟ (التحديات والفرص).
- ما هي التحديات والفرص التي تواجه قطاع الصناعة والمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال في عمان لدعم وتشجيع المشاريع والأعمال التي تهدف إلى خفض تكاليف الهيدروجين وتعزيز محتوى الاقتصاد المحلي؟ .
- ما هي الأنظمة والأطر المطلوبة من صانعي السياسات والمؤسسات الحكومية لخفض التكلفة وخلق محتوى الاقتصاد المحلي؟ (التحديات والفرص).
استمرت الطاولة المستديرة لأكثر من ثلاث ساعات في أجواء نقاشية مثرية و حماسية بين المختصين و لولا ضيق الوقت لاستمرت لأكثر من ذلك نتيجة لشعور المختصين بأهمية الأسئلة التي طرحت عليهم والتي تجاوزت ال70 سؤال. ونتيجة لردود الأفعال الإيجابية من قبل المشاركين وتقديرهم للفائدة التي لمسوها رغب الكثير منهم استمرار مثل هذه الفعاليات وتكرارها لما لها من أهمية حول تذليل الصعاب وتهيئة القطاع المختلفة لمشاريع الهيدروجين الأخضر العملاقة والتي تجعل سلطنة عمان ضمن أحد كبار مصدري ومنتجي الهيدروجين الأخضر ليس فقط على مستوى المنطقة العربية وإنما على مستوى العالم.